الرئيس يدعو إلى تشكيل قوة دولية لمقارعة القراصنة بالتعاون مع دول البحر الأحمر
دعا الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوم الأسرة الدولية إلى تشكيل قوة دولية لمقارعة القرصنة بالتعاون مع القوات الدولية والدول المطلة على البحر الأحمر والخليج العربي. وقال" لابد أن تشكل قوة دولية فاعلة لمنع مثل هذه الحوادث والأعمال المقيته.
وجدد الرئيس خلال حضوره حفل تخرج الدفعتين التاسعة عشرة والعشرين بدرجة الماجستير في علوم الشرطة وعدد من الدورات التدريبية في أكاديمية الشرطة إدانة اليمن لأعمال القرصنة بشكل عام على كل السفن العربية والدولية.
ولفت رئيس الجمهورية إلى تحسن أداء الأجهزة الأمنية في الآونة الأخيرة وبشكل ملحوظ بعد الانتشار الأمني للمرة الخامسة. وقال " الركود في الجيش أو الشرطة غير مرغوب فالدورات التنشيطية والتأهيلية تخلق حوافز وحس أمني جديد والأجهزة الأمنية الآن حققت إنجازا رائعاً في مجال مكافحة الجريمة والإرهاب والآن عندنا آفة جديدة وهي آفة القرصنة في خليج عدن والبحر العربي ولابد أن تقوم القوات البحرية مع خفر السواحل بدور فعال بمقارعة هذه القرصنة".
وأضاف" هذه القرصنة تندرج ضمن الأعمال الإرهابية فهي عمل إرهابي مقيت وعلى وزارة الداخلية ووزارة الدفاع والبحرية وخفر السواحل أن يؤدوا واجبهم بشكل جيد لتأمين السفن وتأمين الملاحة في البحر الأحمر والبحر العربي".
وأعرب فخامة رئيس الجمهورية عن أسفه الشديد لما يقوم به القراصنة الصوماليون. مذكرا بمواقف اليمن الإنسانية تجاه الأشقاء في الصومال.
وقال" اليمن يحتضن الآلاف المؤلفة من أبناء الصومال في مدننا وفي كل المحافظات، ونستضيفهم ونكرمهم ولكن للأسف الشديد هذا هو رد الجميل أن يخطفوا السفن، في الوقت الذي نتحمل أعباء اقتصادية واجتماعية وصحية كبيرة جداً منذ 18 سنة، وما زلنا نستقبل إخواننا الصوماليين في عدن في شبوة في المهرة في حضرموت في تعز في الحديدة وفي كل مكان نستضيفهم ونرحب بهم كأخوة وجيران.
وتساءل فخامته قائلا" لكن هل رد الجميل أن يختطفوا سفينة يمنية محملة بحوالي 600 طن من مواد البناء من أمام المكلا إلى السواحل الصومالية؟".
وتمنى فخامة الرئيس في ختام كلمته التوفيق والنجاح لجميع الخريجين.
وكان فخامة الرئيس قد هنأ في مستهل كلمته الخريجين من أكاديمية الشرطة. وقال "نهنئ الخريجين من أكاديمية الشرطة وقيادة وزارة الداخلية على الدفع الجديدة والدورات المتقدمة من منتسبي وزارة الداخلية فتهانينا للجميع ومبروك علينا جميعاً بالكفاءات والدم الجديد الذي يرفد الأجهزة الأمنية".
من جانبه استعرض وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري مسيرة البناء والتطوير الذي تشهده المؤسسة الأمنية في ظل الرعاية الكريمة والدعم المستمر الذي تحظى به من فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ولفت إلى التحديات والمهام الماثلة امام الأجهزة الأمنية، ذات الصلة المباشرة بحياة وبأمن أفراد المجتمع في كل مدينة وقرية وفي كل سهل ووادي وجبل وتتعلق ببسط نفوذ الدولة وسيادة القانون إلى كل أرجاء الوطن بره وجوه وبحره وترتبط بحماية المصالح والحقوق والمكاسب والإنجازات الوطنية كافة، بفضل ما تحقق للأجهزة الأمنية من النمو في القوى والوسائل.
وقال:" إن دور الأجهزة الأمنية قد اتسع ولامس الكثير من الاحتياجات والمواقف ويتطلب منها المزيد من الاهتمام بالتأهيل والتدريب للضباط والأفراد ونحن نعول في ذلك بشكل أساسي على أكاديمية الشرطة وتكويناتها المختلفة التي لعبت ولا تزال دورا رئيسيا في مد وزارة الداخلية بالكوادر المتخصصة من الضباط في مختلف المجالات بالإضافة إلى الدور الذي أصبح يقوم به المركز التدريبي العام لأفراد الشرطة الذي يعد واحدا من المكاسب التي تحققت لوزارة الداخلية".
وأكد المصري العزم على مواصلة البناء الإستراتيجي و التطوير النوعي للأجهزة الأمنية، وتحقيق المزيد من النجاحات في واقع الأداء الأمني سواء منه ما يتعلق بخدمات الشرطة او ما يتعلق بمكافحة الجريمة وعلى الخصوص من ذلك جرائم الإرهاب التي تستهدف النيل من امن واستقرار اليمن. مشيرا إلى ان الأجهزة الأمنية وقفت لهؤلاء بالمرصاد وحققت نجاحات متميزة في مواجهة تلك الجرائم بفضل الجاهزية العالية والتعاون الوثيق مع القوات المسلحة وتضحيات الشهداء الأبرار.
وأوضح وزير الداخلية ان الاهتمام بالتأهيل والتدريب لرجال الشرطة لا يأتي مجردا من احتياجات ميدان العمل الأمني بل يأتي استجابة لمعطياته وشاملا لمفرداته. مطالبا المتخرجين من الضباط في مجال الدراسات العليا والدورات التدريبية العامة والمتخصصة بتطبيق نتائج دراستهم وأبحاثهم في واقع أدائهم لمهامهم كل في مجاله وبما يسهم في تجسيد دور الشرطة والمجتمع في خدمة امن واستقرار الوطن من منطلق شعورهم بالمسؤولية تجاة مكاسب الثورة والوحدة وتوجهات القيادة السياسة ورعايتها الكريمة لمسيرة البناء والتطوير النوعي للأجهزة الأمنية.
من جانبه أشار القائم بأعمال رئيس الأكاديمية مدير كلية الدراسات العليا العميد الدكتور علي الشرفي إلى سير الأداء في الأكاديمية بأفرعها الأربعة كلية الشرطة، وكلية الدراسات العليا، وكلية التدريب، ومركز البحوث الأمنية، التي تعمل في مجال التأهيل والتدريب والتنمية لضباط الشرطة.
وبين ان كلية الدراسات العليا تنظم كل عام دبلومين في مجال الأمن العام الممهد لدرجة الماجستير، ودبلوم العلوم الجنائية المتمم لدرجة الماجستير يمنح الدارس الناجح فيها درجة الماجستير في علوم الشرطة.
وقال" تم في العامين الدراسيين الذين نحتفل بتمامهما تنفيذ دورتين لكل دبلوم من دبلومات الدراسات العليا بلغ عدد الدارسين فيها 76 ضابطاً نال منهم درجة الماجستير في علوم الشرطة 37 ضابطاً ونال الدبلوم الممهد لها 39 ضابطاً وقد سارت الدراسة فيهما خلال العامين في اتجاهين هما اتجاه الدراسات المنهجية واتجاه الدراسات البحثية".
وأوضح الشرفي ان الدراسات المنهجية تمت خلال 1920 ساعة دراسية منها 1790 ساعة دراسية نظرية في قاعات المحاضرات و130 ساعة عملية ميدانية تطبيقية في الأنشطة الأمنية المتصلة بالمنهج الدراسي.
وقال" أما في الدراسات البحثية فد أعد الدارسون 76 بحثاً علمياً فردياً تناول كل بحث منها مسألة من مسائل العمل الأمني بالدراسة والتحليل".
وفي مجال الدورات التدريبية بين مدير كلية الدراسات العليا انه تم خلال العام الماضي عقد عشر فترات دراسية بالكلية نظم فيها 30 دورة تدريبية في مراتب التدريب العام الثلاث وهي القيادات العليا والوسطى والأولى.. مشيرا إلى ان عدد الضباط الناجحين فيها 982 ضابطاً.
وقال" وفي مجال التدريب التخصصي عقد في كلية الدراسات العليا أربع دورات تخصصية في مجال علوم الكمبيوتر انتظم فيها 64 متدرباً نفذ فيها 330 ساعة دراسية وقد بلغت نسبة التنفيذ في جميع الدورات التدريبية العامة والتخصصية في كلية الدراسات العليا 95 %".
ولفت الشرفي إلى ان العام الماضي شهد عقد 31 دورة تدريبية تخصصية وعامة في كلية التدريب، بلغ عدد الدارسين الناجحين فيها 1100 ضابطاً، وتوزعت على التدريب التخصصي بواقع 23 دورة تخصصية في شتى مجالات العمل الأمني والشرطي بلغ عدد الضباط الناجحين فيها 866 ضابطاً، والتدريب العام ثمان دورات عامة بلغ عدد الضباط الناجحين فيها 235 ضابطاً.. مؤكدا ان نسبة التنفيذ للبرنامج الدراسي بلغت 96%.
وألقى الرائد عمار الجبلي كلمة عن الخريجين عرض فيها المراحل الدراسية التي مر بها الخريجون على مدى عامين دراسيين وتناولت مختلف العلوم الشرطية والقانونية النظرية منها والعملية. متعهدا باسمه وزملاؤه على تطبيق ما تعلموه في الواقع العملي، وان يكونوا إضافة جديدة تسهم في تطوير الأداء الأمني في وزارة الداخلية. مثمنا جهود قادة وأعضاء هيئة التدريس في كلية الدراسات العليا لما بذلوه في سبيل رفدهم بالمعلومات والمعارف الحديثة في مجال عملهم.
كما تعهدت كلمة الخريجين بالعمل إلى جانب أبناء الوطن الأوفياء لمحاربة الخارجين على النظام والقانون بكل جدية وحزم، وعدم السماح لمن يريد لليمن أن يصبح مسرحاً للعمليات الإرهابية أو موطناً للأعمال الإجرامية". مؤكدة أن الإرهاب آفة مدمرة وجرم عظيم وليس له مكان في وطن الأيمان والحكمة.
وألقى المقدم علي عبد الغني قصيدة شعرية نالت الاستحسان.
وعقب إعلان النتيجة العامة للخريجين، قام فخامة الرئيس بتوزيع الجوائز على أوائل الخريجين الحاصلين على درجة الماجستير في علوم الشرطة، كما تم تكريم الحاصلين على درجة الدكتوراه من ضباط الشرطة .
وقرأ قرار المجلس الأعلى للأكاديمية بمنح درجة الماجستير وقامت قيادة الأكاديمية بتقديم درع الكلية لفخامة رئيس الجمهورية تقديراً لرعايته للأكاديمية وجهوده من أجل خدمة الوطن والنهوض به.
وقام فخامة الرئيس بعد ذلك بزيارة معرض البحوث الـ11 والذي ضم الأبحاث العلمية للدفع المتخرجة للعام 2006 - 2007م، حيث سجل فخامة الرئيس كلمة في سجل المعرض عبر فيها عن سعادته بافتتاح المعرض وما احتواه من أبحاث علمية قيمة هي محصلة جهد كبير بذله الباحثون في مجال التحصيل العلمي. معبراً عن تطلعه في أن تسخر تلك الأبحاث لما يخدم العمل الأمني.
هذه وقد حضر الاحتفال رئيس مجلس النواب يحيى الراعي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، ونواب رئيس الوزراء وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى والقيادات العسكرية والأمنية
*المصدر: سبا