ذكر مراسل نوفوستي أن أغلبية العراقيين معجبون بتصرف مواطنهم الذي ألقى يوم أمس حذاءه على الرئيس الأمريكي جورج بوش وتمنوا لو أنهم كانوا في مكانه.
وأفاد مصدر حكومي عراقي لقناة "بي بي سي" أن الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي ألقى حذاءيه على الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج بوش قيد الاحتجاز ويتولى التحقيق معه حرس رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
وقذف الصحفي العراقي الذي يعمل في قناة "البغدادية" (29 عاما) الرئيس بوش بفردتي حذائه وشتمه خلال المؤتمر الصحفي.
وقد صرخ الصحفي "هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي أيها الكلب" ورماه بالفردة الأولى.
وعندما لم يصبه بالحذاء الأول لأن بوش خفض رأسه بادره الزيدي بالفردة الثانية وصرخ : "وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم في العراق".
وعلق بوش على الحادث قائلا: "التواجد وسط تجمع سياسي حيث تجد الناس فيه يصرخون بوجهك، أنها وسيلة يمارسها الناس لجلب الانتباه".
وقد اعتبر معظم العراقيين ما قام به الصحفي "بأنه تعبير عن ضمير الأمة" وتصرف "وطني حق". وقالت سيدة عراقية إن الزيدي تصرف كمواطن عراقي غيور على وطنه وباسم العراقيين انتقم لما اقترفه الأمريكان في العراق. وذكرت أنها تدعو الله بألا تصيبه السلطات بمكروه.
وذكرت سيدة أخرى فقدت أسرتها في اجتياح العراق عام 2003 أن من هاجم بوش ليس عضوا في المقاومة أو تنظيم "القاعدة" بل صحفي معتمد من قبل البلاد سمح له بالمشاركة في مؤتمر صحفي لكبار المسؤولين ما يدل على أن غالبية سكان البلاد يشاطرونه الرأي.
وذكر طالب من جامعة بغداد أن الزيدي وجد أفضل طريقة لتوديع بوش. ويعمل الصحفي منتظر الزيدي في قناة "البغدادية" منذ إطلاقها عام 2005. وقد اختطف من قبل مسلحين قبل أسبوعين غير أنه أطلق سراحه بعد يومين من احتجازه.
وخرجت الآلاف من أنصار التيار الصدري في تظاهرات في مدينة الصدر ببغداد ومدينة النجف جنوبي العاصمة العراقية تندد بالرئيس بوش وتطالب بإطلاق سراح الصحفي العراقي.
ففي مدينة الصدر أحرق المتظاهرون العلم الأمريكي وأشادوا بتصرف الزيدي و في النجف ألقى بعض المتظاهرين بأحذيتهم في اتجاه دورية أمريكية وقال شهود عيان إن الجنود الأمريكيين لم يردوا على ذلك.
التيار الصدري أكد انه سيتم تنظيم المزيد من المظاهرات |
واكد الشيخ حازم الأعرجي القيادي في التيار الصدري إنه سيتم تنظيم المزيد من المظاهرات في أنحاء البلاد تضامنا مع الزيدي.
وكانت الحكومة العراقية قد ادانت بشدة تصرف الزيدي ووصفته بأنه "مخجل" وطالبت باعتذار رسمي يبث على شاشة تلفزيون البغدادية.
قناة البغدادية
في هذه الأثناء طالبت قناة البغدادية التي تبث من مصر السلطات العراقية بإطلاق سراح مراسلها " تماشيا مع الديمقراطية وحرية التعبير التي وعد العهد الجديد والسلطات الاميركية العراقيين بها".
وأضاف بيان للقناة أن أي اجراء يتخذ ضد منتظر يعتبر تذكيرا "بالتصرفات التي شهدها العصر الدكتاتوري من اعمال عنف واعتقال عشوائي ومقابر جماعية ومصادرة للحريات الخاصة والعامة".
كما طالب البيان المؤسسات الصحافية والاعلامية العالمية والعربية والعراقية التضامن مع منتظر الزيدي للافراج عنه.
ونقلت وكالات الأنباء عن بعض زملاء الزيدي في مكتب القناة ببغداد أنه كان يخطط منذ شهور لإلقاء الحذاء على بوش.
هيئة دفاع
تم اقتياد الزيدي الى خارج القاعة واعتقاله |
من جهة اخرى أعلن خليل الدليمي الرئيس السابق لهيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أن نحو 200 محام عربي واجنبي ابدوا استعدادهم للدفاع عن الزيدي.
وقال الدليمي إن العمل يجري على قدم وساق من اجل انشاء هيئة دولية للدفاع عن الصحفي العراقي بالتنسيق مع اتحاد المحامين العرب ونقابات المحامين في الدول العربية.
وأيد المحامي تصرف الصحفي العراقي وقال إن "هذا اقل ما يمكن فعله لرئيس دولة طاغية اجرم بحق العراق والعراقيين وتسبب بمقتل حوالى مليوني إنسان بريء".
وأوضح أن الدفاع سيتسند على ان غزو العراق غير مشروع وأن "مجيء بوش الى العراق كمحتل كان يجب ان يقاوم بكل الوسائل بما في ذلك الاحذية".